السبت، 14 أغسطس 2010

ونج والفيس بوك والاسلام

ونج فتاة صينية لا دين لها, تبلغ من العمر قرابة الثانية والعشرين . ليست كغيرها من فتيات الصين فهي لا تعترف بعلاقات الشباب قبل الزواج وتحترم الأديان كثيرا. كنت أعطي دروسا في الحضارة الإسلامية لبعض الطلبة الصينيين في ماليزيا كل يوم احد. فطلبت تلك الفتاة أن تحضر الدرس . ثم التحق بالطلبة شاب أخر صيني الجنسية مسيحي الديانة يرغب في التحول إلي الإسلام ! كانت ونج مع الأيام تكون فكرة جديدة حول أخلاق المجتمعات المسلمة والشباب المسلم من خلال ما رويته لهم حول أخلاقيات الرسول الكريم وصحابته, وكونت قاعدة عامة فحواها أن أي مسلم هو صورة طبق الأصل من ذلك الجيل الفريد. بعد أيام تغيبت ونج عن الدرس ولم تعد تلقي علي السلام حين التقي بها مارا في طريقي إلي الجامعة. خطر في بالي أنها لم تقتنع بكلامي أو أني لم استطع توصيل رسالتي إليها حيث أن الحوار كان يدور باللغة الانجليزية. حاولت التقصي عنها فعرفت سبب إحجامها. قال لي احد الشباب الصينيين أنها أنشئت صفحة خاصة بها علي موقع الفيس بوك ووضعت صورة شخصية لها . وخلال فقط أربع وعشرين ساعة من ذلك التاريخ أرسل لها أكثر من شاب عربي مسلم رسالة تحوي ألفاظا غير أخلاقية . وحيث أنها فتاة محافظة وتحفظ تقاليد أسرتها أصدرت حكما عاما أن ما حدثتها عنه هو مجرد تاريخ لا أكثر وان ما تراه اليوم أمامها ليس إلا نسخة قبيحة لجيل مات ولم يعد حيا. سئلت نفسي عدة مرات هل كانت متسرعة في حكمها؟ أم أنها انبهرت بصورة النبي وأصحابه فعز عليها أن تري خلفا فاسدا لسلف صالح؟ أم أني بالغت في نقل صورة لذلك الجيل دون الإشارة إلي سلبيات الأجيال اللاحقة؟ أم أنها حتى الآن لم يكتب لها الهدي والدخول في دين الله؟ ظاهر الأمر أننا خسرنا إنسانا أخر لم يدخل في دين الله وكل ما ارجوه أن تعود ونج لتفكر في الإسلام من جديد . ودمتم سالمين