الخميس، 7 يوليو 2011

وكذلك يقولون !


لم أكن انوي الترشح لفترة رئاسية أخري, لا رئاسة مدي الحياة! لو أني رئيس لكنت لوحت الاستقالة علي وجوهكم, ثالوث طالعنا به حكام بلدان لم يكونوا بعلم بإرادة شعوب طالما كابدت الصبر والأيام لتنطق حكامها إنا راحلون, هو ربيع عربي إذن ! هكذا سماه المتفكهون بالأخبار والنوادر وكأن أيام العرب كلها صيف لا برد فيه ولا ظل قد يستظل فيه قائل, منذ بدايات ربيع تونس خرج ابن علي يستجدي علي استحياء غضبة الشعب وسطوته التي لم يعتدها يوما , قال الرجل في صوت عميق أيها الشعب التونسي العظيم , ثم أردف وقال عاشت تونس حرة عاش شعب تونس , لكن الرجل المؤدب أو المداهن كان قد غرق في استجدائه لشعب قرر أن الوقت قد حان للرحيل , ومن ذكاء ابن علي انه أدرك أن الشعب صادق فيما أراد فقال لهم لقد فهمتكم وحزم حقائبه ليجد الأمان في أحضان ملك أخر من ملوك العرب الذين يحصلون علي بيعة شرع لها علماء ووجهاء لم يستفتوا الشعوب ولم يسألوهم . هناك في ارض الحجاز التي سميت السعودية حط الرجل ليبكي علي أطلال لم يحسن يوما الوقوف عليها فلعله يحسن الآن البكاء, ثم جاء هياج أم الدنيا وارض الكنانة وكشر الشعب عما يجول في خاطره , لكن العارف بأحوال مبارك يشهد انه طول سنوات عمره كان هادئ الحديث ممسكا بأطراف الخطابة محترما للشاشة التي يتحدث من خلالها لشعبه , لم يشب تاريخ مبارك أي خطاب فيه قله أدب أو ما شابه وبنفس الخطوات المستجدية لثمانين مليون كان الرجل يصرخ يا أبناء مصر يا شعب مصر فلما علم إن الأوان فات أطلق رصاصة الرحمة علي نفسه بصوته الرخيم وقال حفظ الله مصر ورعي شعبها ثم غاب الرجل ليجد نفسه وقد أورد السجن كما فعل بكثير من الخلق قبله, وثالث الثلاثة عجيبة الزمان والمكان معمر القذافي الذي تعود العالم منه كل غريب, لقد فاق الرجل طرافة محمد الصحاف خلال حرب العراق, إلا أن خطاباته كانت مزينة بألفاظ الوقاحة والاحتقار لشعب قال عنه أكثر من مرة انه يحبه وانه سيموت من اجله, صوت الرجل وكلامه لا ينبئ بخير أبدا , وكم الشتائم التي أطلقها كانت أول دليل أدانه لو انه أحسن الخطاب, وأخر حماقاته انه بصق في وجه شعبه ونعت بعض قبائله بالكلاب لأنهم كما سماهم استعانوا بكافرين وانه لم يكن يحكم وإنما هو رمز , وقد كذبه أتباعه حينما أذاعوا عبر الإعلام فتاوى تكفر من خرج عن ولي الأمر , حالة ليبيا حالة مربكة مثل قائدها الذي حير الزمان والإنسان وربما تكون نهايته أكثر حيرة لتكتمل قصة رجل جاء ليفسد الأرض والسماء , وهناك في اليمن السعيد حرص صالح أن ينادي أبناء اليمن ساعات بأنهم أبنائه و أخري بان أصواتهم نساج وغير مقبولة وان القطار فاتهم , فنادي فيهم من ظلمات قصره أن كل طلباتكم مشروعة وأنها محققه , ثم كشف عن حيائه ليقول لهم يا تجار السلاح ووصف من انشق من الجيش بأنهم فاسدون يريدون الهلاك لليمن , حتى أتاه الخبر اليقين من داخل قصره , فحمل إلي نفس الملك الذي التمس عنده طريد تونس الأمان , لكن الأخير لم يذهب هناك طالبا الأمان وإنما طالبا لحسن الوجه وعمليات تحسين قد تعيد ثقة أبناء اليمن إليه أو لعلهم يجدون في وجه صالح الجديد مستقبلا أفضل. أما بشار تونس فقد مرت به أربعة أشهر من عمر ثورة شعبه وهو يكابد الكلمات لعله يجد ما يسعفه لشعب قد وصفه بأنه طيب وانه واقع تحت مؤامرة لوقف دور سوريا في المنطقة , دور ما فتئ حزب البعث يتغني به إلا انه لم يقدم للجولان ولا لأهلها شيئا قد يخمد لهيب شعب أراد الحياة . وبالجملة فان عروشا دكت وأخري علي المحك وأخري تتحفز في سلطنه عمان والبحرين وأخري علي شفا صمت قد ينفجر في أي وقت . ولم تعد حجة حكام الشعوب بان الإرهابيين هم من سيخلفنا في الحكم كافية لردع الشعوب عن تنسم هواء لطالما حبسه رجل جلس علي صدورهم فكان ولي الأمر وحامي الحمى ودافع المظالم وسبيل الرشاد حتى قال له نزار قباني يوما . يا سادتي لم يدخل الأعداء من حدودنا لكنهم تسربوا كالنمل من عيوبنا. وتبقي كلمة الفصل لشعب يريد المزيد ويبقي الخيار وحده للثائرين أو لحلف النيتو إن عاند الرئيس.

هناك 8 تعليقات:

منير يقول...

ماشاء الله عليك يا فضوله .. رائع ومميز كالعادة

مصطفي حــسين يقول...

رائع جدا تسلم ايدك .اتمني ان تزور مدونتي

مشتاق لله يقول...

منير الله يحفظك ياخوي. مصطفي حسني لقد زرت مدونتك وبارك الله في قلمك!

Adabclub يقول...

الغريب أنك تجد الحكام العرب دائما مثل النسخ المتشابهة :)

يا كريم يا الله يقول...

رائعة ممكن انقلها

مشتاق لله يقول...

بارك الله فيكم . صيحة حق يمكنك نقلها !

Egypt trend يقول...

هو الربيع العربي الذي هبت ريحه لتطهير الوطن من انظمة صهيو امريكية مستبدة

غير معرف يقول...

أخي في الله مشتاق
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
بداية تهنئة حارة لكل الشعب الليبي المجاهد
الذي أسقط نيرون ليبيا ،،
ثانيا ،، تهنئة من القلب لمدونتك الرائعة و موضوعاتها المختارة بعناية ،،
في انتظار زيارتك الكريمة لمدونتي
و تعطير صفحاتها بتعليقاتك ،،
جمال عبد الرحيم
مصري مقيم بأرض الحرمين ،،
باحث في مقارنة الأديان ،،