الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

بلاد الاندو (اندونيسيا)


لم يخطر ببالي يوما اني سامضي وقتا طويلا اعيش في بلاد هو من الغرابة مايفوق الخيال! اكثر من 300 عرق ومجموعة بشرية واكثر من 250مليون من البشر ينتشروف فقط في 6000 جزيرة من بين مايقارب الثمانية عشر الف جزيرة هي مجموع مساحة البلد الذي يحوي رابع اضخم مصادر طبيعية في العالم واكبر ثالث دخل قومي في اسيا حيث يبلغ دخل الدولة 400 مليار دولار سنويا.
اذا سمعت من احد ما ان اهل اندونيسيا هم قطاع طرق وعصابات ويعتاشون بالسطو والقتل فاعلم ان محدثك كاذب. لن تجد من بين شعوب الارض شعبا انقي فطرة ولا انظف سريرة ولا ارق شعورا من اهل هذا البلد العظيم, علاقاتهم الاجتماعية لم اجد لها مثيلا حتي في دولنا العربية والاسلامية. لن تستطيع ان تجد فرقا بين مسيح ومسلم او بوذي وهندوسي هنا لان الجميع منسجم في حياة لايمكن ان يفصلها السعي لنيل لقمة العيش. العاصمة جاكرتا ممتدة الي الافق تبحر الطائرة في سمائها لاكثر من 15 دقيقة لشدة اتساعها وهناك ستجد الثراء الذي تسمع عنه في الحكايات وستجد الفقر الذي طالعت عنه في الكتب, لكن الكل يبتسم لك ويحني جبهته في ادب عظيم لن تحصل عليه في اي مكان. شعب اندونيسيا ليس كغيره في الخلقة من شعوب اسيا ستقابل الابيض شديد البياض والاسمر الضارب الي السواد والاصفر , اجسام القوم ليست قليلة وفيهم جمال لايمكن لك ان تغض البصر معه الا بحد السيف, فالنساء فيها حتي في المساجد يكتفين بشئ يستر العورة فقط. لاتستغرب ان كنت في الشارع تنتظر سيارة الاجرة او الحافلة ان يتوقف احد ما ويقول لك اركب لاوصلك بسيارتي. لاتستغرب ان طرق بابك احد ما من الجيران ودعاك لتناول العشاء, لاتندهش ان اتصل بك صاحب المنزل الذي تستأجره منه وقال لك سنذهب في رحلة خارج العاصمة, ستجد متناقضات رهيبة كزواج المسيحي من مسلمة فذاك امر اعتاد اهل البلد عليه رغم ام الدولة تحرمه, ستجد بعض الناس يلتمسون اكلهم في القمامة, ستجد فتاة او صبيا بعمر الخامسة عشر في سيارة كانها الطائرة , ستجد في ساعات النهار ازدحاما رهيبا لركوب الحافلات لكن ابدا لن تجد قتالا بينهم او الفاظا تجرح شعورهم فهم قوما يحبون بعضهم بعضا.
التنقلات هنا مرتفعة الي حد ما والخدمات العامة فيها بعض من سوء غير ان ابتسامة القوم واخلاقهم الطيبة تنسيك هم الدنيا واحوالها. ان اردت زيارة هذا البلد فاهل بك لكن لاتمكث في العاصمة واسرع الي مدن اخري مثل سمرانك, باجور, باندونج او سلاتجيا.
اعلم ان هؤلاء القوم لايحبون المشاكل , تكفيهم منك ابتسامه. يحبون العرب الي حد القدسية ,كلما شاهدك الاطفال في الشوارع يركضون اليك يقبلون يدك ويقولون لك كيف حالك ياسيدي.

هناك 7 تعليقات:

elekomm - إليكــم يقول...

السلام عليكم مشتاق

آنست ونورت والله لك وحشه ، وكما تعلم فقد عرفنا الكثير من الاندونيسيين خارج بلادهم المسلم منهم والمسيحي كانوا كرماء ولطفاء وعلى بالرغم من اني لم اتشرف بزيارة بلدهم الا ان الجالية التي عرفت عكست انطباع جيد لما يحمله الشعب الاندونيسي من كرم ولطف المعاملة .

ربي يوفقك في مسعاك

تحياتي~ ~ ~ ~

مشتاق لله يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
اقصوصه يقول...

بحكم احتكاكي بجزء منهم

اجزم انهم فعلا طيبين

بس ما في حد كامل اكيد

لذلك نرى اغلبهم لا يخلو من نفاق

وامور اخرى امتنع عن ذكرها

وطبعا كلامي مبني عن تجارب شخصيه :)

ياريح هدي يقول...

والله يااخ محمد ،كلامك يثير الدهشه،هل يزال هناك شعوب بهذه الأريحيه في أيامنا هذه !! .

Nasimlibya `√ يقول...

واخيرا عدت من جديد الحمد لله ع سلامة

بالفعل امتزاج غريب و لطيف اللهم الا زواج المسيحي بمسلمة هذا عليه علامات الاستفهام ؟؟؟

مشتاق لله يقول...

-مدونة اليكم. بارك الله فيك ,نعم يااخي هم لطفاء الي ابعد حد.
-اقصوصه اهلا بك , نعم لايخلو انسان مما قلتي فكيف بامة تتكون من 240 مليون انسان ولكن فب عمومهم الطف واطيب من كثير من الشعوب
-ياريح هدي . نعم هناك شعوب بهذه الاريحيه واكثر تحياتي لك واسمي ليس محمد اسمي المشتاق لله. نورت المدونة
-السيدة نسيم ليبيا بارك الله فيك انا بالف خير واسف لانشغالي عن مدونتك لمدة طويلة

وعد يقول...

كثير ماأتمنى سراً أن أذهب للعيش في أندونسيا لعشقي الامتناهي للخضره والطبيعه

ثم أعود وأقول لنفسي أحمدي الله أن جعلك في بلاد الحرمين

لكنك بتدوينتك هذه جعلت الامنيه تعود تداعب خيالي

الله يرزقنا ماينفعنا يارب

وهنيئا لك العيش في مجتمع مثلما ذكرت